بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم،
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً،
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه،
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
.وبعد ما تعرفنا في المحاضرة الماضية عن وعد الذي تخذه الشيطان على نفسه في ان يغوي
جميع بني ادم باستثناء عباد الله المخلصين
الليلة سوف نتعرف على طرق الإغواء التي يستخدمها هذا المنبوذ من رحمة الله عزوجل
وكيف قابل الله عزوجل وعد الشيطان لنا
وبوعد ه لنا بالمغفرة بعد التوبة
قال تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ
وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم) البقرة:268قوله تعالى: الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ
أي يهددكم
وفي قول الله تعالى
قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ( 82 )والغواية هي الضلال والهلاك والبعد عن عبادة الله عزوجل
أذا الشيطان كان صريح في عدوانيته على بني ادم ولم يخفيها
ولكن
الله سبحانه وتعالى يعلم أن الإنسان ضعيف
وقد يسمع الى كلام الشيطان أو يضعف أمامه
لذلك وضح الله عزوجل هذه العداوة لنا حتى لا نقع في فخ الشيطان
قال تعالى
((لأغوينهم أجمعين))
((يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ))
((وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ)))
أذا يجب على الإنسان العاقل أن ينتبه لهذه التحذيرات
أذا دعونا نتعرف على الفقر والفواحش التي توعدنا بها الشيطان
قال تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ)
من تفسير السعدي
إياكم أن تتبعوا عدوكم الشيطان الذي يأمركم بالإمساك و يخوفكم بالفقر و الحاجة
إذا أنفقتم ، وليس هذا نصحا لكم بل غاية الغش
أذا ما هو الفقر ؟؟؟الفقر الذي توعدنا به الشيطان أنواع
فقر مادي و فقر معنوي و الفقر هو الاحتياج
والشيطان يهدد الإنسان بعدم بلوغ ما يحب أو فقدانه.
كحب المال وحب العلاقات الاجتماعية
فقر المال وليس المقصود به هنا هو الشخص الذي لا يملك المال ولكن المقصود هنا الغني الذي يملك المال
الشيطان هنا لا يقصد ان يجعل الناس فقراء المال
لا بل يقصد فقراء من
ما وعد الله به من نعيم واجر عظيم للمتصدق
ولكن كيف يكون الغني فقير ؟؟؟؟
فقر الغني أي فقير من أجر وحسنات التي تاتيه من ماله
لان
الصدقة هي قرض لله عزوجل من رزقك
الزكاة هي مال لله عزوجل في أموالك
سبحان الله أحيانا الناس الذين يملكون المال
لا يفكرون في هذا الجانب كثيرا
لذلك تجد بعض بيوت الأغنياء لا يفتحون الأبواب للفقراء
لانهم للأسف يسمعون ويوسوس لهم الشيطان
ويقول هذا شحات
اذا تعطونه اليوم كل يوم بيجي بيتكم
لكن لو تذكر هذا الغني
وقول الرسول عليه الصلاة والسلام الصدقة تدفع البلاء
قال الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [سورة النحل: 97].
وقال: الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا
وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [سورة البقرة: 247].
وقال في سورة الحديد: مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ
لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ [سورة الحديد: 11].
وقال في سورة البقرة: مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ
أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [سورة البقرة: 245].
وقال في سورة المزمل: وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا
لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا
اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [سورة المزمل: 20]
أذا هذا هو الفقر المادي
كل هذا الأجر العظيم الذي وعدنا به الله
الشيطان يريد أن يحرمنا من هذا الأجر والنعيم الذي يأتي
من الصدقة والنفقة في سبيل الله
تخيلي معي أختي الغالية قول الله تعالى وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا.لقال الحمد لله الذي أرسل من يطرق بابي ليكسبني اجر ويزيل عني بلاء ربما لا اعرفه
عندما افتقر تنفيذ أوامر الله عزوجل واخسر الأجر العظيم الذي أحصل عليه
وأوامر رسول الله عليه الصلاة والسلام
في مالي
الفقر المعنوي هو فقر العلاقات الاجتماعية
أذا الشيطان سوف سوف يفرق الناس ويزرع الكره
والحقد في قلوبهم عن طريق الوسوسة وسو الظن
أذا
الوسواس
كلام الشيطان وأداته
والمكان عقل الأنسان
فمتى تمكن الشيطان من عقل الانسان
تمكن منه جملة و تفصيلا.
فيصير الانسان مسيرا من الشيطان
وهو يظن أنه صاحب القرار.
فنتشار النميمة والغيبة في المجتمع
الفواحش قوله تعالى:
{ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } (2) [color=red]
ما هي الفواحش الظاهرة ؟؟: كالزنا واللواط ونحوهما.
ثالثاً : ما هي الفواحش الباطنة ؟؟قال الشيخ السعدي :
التي تتعلق بحركات القلوب، كالكبر والعجب والرياء والنفاق، ونحو ذلك .
جوانب دقيقة و هي أن الإنسان إذا تجنب المعصية في الظاهر
و لم يتجنبها في الباطن ،
دل على أن تجنبه ترك المعصية ليس لأجل عبودية الله و طاعته
و لكن لأجل الخوف من مذمة الناس
ولكن الله عزوجل قابل وعد الشيطان للانسان
بوعدة لهم بالمغفرة بعد التوبة
وقول الله تعالى
وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم) {يعِدُكُم مَّغْفِرَةً } لذنوبكم وتطهيرا لعيوبكم ،
{ وَفَضْلًا ۗ} و إحسانا إليكم في الدنيا و الآخرة ،
من الخلف العاجل و انشراح الصدر ونعيم القلب و الروح و القبر ،
وحصول ثوابها و توفيتها يوم القيامة ،
وليس هذا عظيما عليه لأنه
{ وَاسِعٌ } الفضل عظيم الإحسان
{ عَلِيمٌ } بما يصدر منكم من النفقات قليلها و كثيرها ، سرها و علنها ،
فيجازيكم عليها من سعته وفضله و إحسانه