ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ﻭﺑﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﺭ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﻮﺭﺓ ﻳﻮﺳﻒ ، ﻭﺳﻨﺘﺤﺪﺙ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻤﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﻭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﺗﺤﻜﻰ ﻗﺼﺔ ﻧﺒﻲ ﻛﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻋﺒﺮ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻓﻮﺍﺋﺪ ﻭﺩﺭﻭﺱ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﺳﺘﻨﺒﻄﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺃﻭﺣﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻴﻪ - ﺻﻠﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﺗﻤﺘﺎﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﺇﺫ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻻ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ[1]ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻩ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺃﺑﺪﺍً ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ -ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻨﺒﻴﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ . ﻓﻠﻨﺄﺧﺬ ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ .. (ﺍﻟﺮ ﺗِﻠْﻚَ ﺁﻳَﺎﺕُ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏِ ﺍﻟْﻤُﺒِﻴﻦِ (1) ﺇِﻧَّﺎ ﺃَﻧﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﻗُﺮْﺁﻧﺎً ﻋَﺮَﺑِﻴّﺎً ﻟَّﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﻌْﻘِﻠُﻮﻥَ (2) ﻧَﺤْﻦُ ﻧَﻘُﺺُّ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺃَﺣْﺴَﻦَ ﺍﻟْﻘَﺼَﺺِ ﺑِﻤَﺎ ﺃَﻭْﺣَﻴْﻨَﺎ ﺇِﻟَﻴْﻚَ ﻫَـﺬَﺍ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥَ ﻭَﺇِﻥ ﻛُﻨﺖَ ﻣِﻦ ﻗَﺒْﻠِﻪِ ﻟَﻤِﻦَ ﺍﻟْﻐَﺎﻓِﻠِﻴﻦَ (3) ﺇِﺫْ ﻗَﺎﻝَ ﻳُﻮﺳُﻒُ ﻟِﺄَﺑِﻴﻪِ ﻳَﺎ ﺃَﺑﺖِ ﺇِﻧِّﻲ ﺭَﺃَﻳْﺖُ ﺃَﺣَﺪَ ﻋَﺸَﺮَ ﻛَﻮْﻛَﺒﺎً ﻭَﺍﻟﺸَّﻤْﺲَ ﻭَﺍﻟْﻘَﻤَﺮَ ﺭَﺃَﻳْﺘُﻬُﻢْ ﻟِﻲ ﺳَﺎﺟِﺪِﻳﻦَ (4) ﻗَﺎﻝَ ﻳَﺎ ﺑُﻨَﻲَّ ﻻَ ﺗَﻘْﺼُﺺْ ﺭُﺅْﻳَﺎﻙَ ﻋَﻠَﻰ ﺇِﺧْﻮَﺗِﻚَ ﻓَﻴَﻜِﻴﺪُﻭﺍْ ﻟَﻚَ ﻛَﻴْﺪﺍً ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥَ ﻟِﻺِﻧﺴَﺎﻥِ ﻋَﺪُﻭٌّ ﻣُّﺒِﻴﻦٌ (5) ﻭَﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻳَﺠْﺘَﺒِﻴﻚَ ﺭَﺑُّﻚَ ﻭَﻳُﻌَﻠِّﻤُﻚَ ﻣِﻦ ﺗَﺄْﻭِﻳﻞِ ﺍﻷَﺣَﺎﺩِﻳﺚِ ﻭَﻳُﺘِﻢُّ ﻧِﻌْﻤَﺘَﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺁﻝِ ﻳَﻌْﻘُﻮﺏَ ﻛَﻤَﺎ ﺃَﺗَﻤَّﻬَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﺑَﻮَﻳْﻚَ ﻣِﻦ ﻗَﺒْﻞُ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻭَﺇِﺳْﺤَﺎﻕَ ﺇِﻥَّ ﺭَﺑَّﻚَ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ﺣَﻜِﻴﻢٌ (6)) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ (ﻟَّﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻓِﻲ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻭَﺇِﺧْﻮَﺗِﻪِ ﺁﻳَﺎﺕٌ ﻟِّﻠﺴَّﺎﺋِﻠِﻴﻦَ (7)) ﻭ ﺫﻛﺮ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺍﻧﻪ ﻗﺪ ﺃٌﺭﻯ ﻧﺒﻴﻪ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﻫﻮ ﺻﻐﻴﺮ ﺭﺅﻳﺎ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻭﻳﺆﺧﺬ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ : 1- ﺗﻌﺎﻫﺪ ﺍﻷﺏ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ، ﻭ ﻳﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﻔﻬﻢ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭ ﺃﻥ ﻳﺨﺼَّﻪ ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ؛ ﻷﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻟﻪ ﺃﻛﺜﺮ .[2] 2- ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ[3] ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﺭﺃﻯ ﺭﺅﻳﺎ ﺣﻖ ﻭ ﺃﻣﺮﻩ ﺃﺑﻮﻩ ﺃﻻ ﻳﻘﺺ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﻮﺗﻪ . 3- ﺃﻥ ﻛﺘﻢ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﻟﻠﻤﺼﻠﺤﻪ ﺟﺎﺋﺰ[4] ﻭ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ (ﻻ ﺗﻘﺼﺺ ﺭﺅﻳﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﺧﻮﺗﻚ) ﻣﻊ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺎ ﻧﻌﻤﺔ ﻫﻨﺎ ( ﻓﻴﻜﻴﺪﻭﺍ ﻟﻚ ﻛﻴﺪﺍ ) ﺇﺫﺍً ﻟﻮ ﻛﺘﻢ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻟﻢ ﻳﻔﺸﻬﺎ ﻟﺌﻼ ﻳﺘﻀﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻓﻬﺬﺍ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﺑﺎﻟﻨﻌﻤﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺃﻣْﻦ ﺍﻟﺤﺴﺪ[5] ﻓﻴﺬﻛﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﻌﻤﺔ ﺭﺑﻪ ﻋﻠﻴﻪ 4- ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺧﻮﺓ ، ﻓﻴﻮﻏﺮ ﺻﺪﻭﺭ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻣﻊ ﻛﻮﻧﻬﻢ ﺃﺷﻘﺎﺀ ﻓﻴﺼﻴﺮﻫﻢ ﺃﻋﺪﺍﺀ . 5- ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺏ ﺃﻥ ﻳﻌﺪﻝ[6] ﺑﻴﻦ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻣﺎ ﺃﻣﻜﻦ ﻭﺍﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻣﺰﻳﺪ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺏ ﺃﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﺫﻟﻚ ﻗﺪﺭ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻮﻏﺮ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻻﺧﺮﻳﻦ . 6- ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺠﺘﺒﻰ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭ ﻳﺼﻄﻔﻰ [7] ﻭ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﻧﻌﻤﻪ ، ﻓﺄﻧﺖ ﻣﺜﻼً ﺗﺄﻣَّﻞ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﺻﻄﻔﺎﻙ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺟﻤﺎﺩﺍً ﺑﻞ ﺟﻌﻠﻚ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ، ﺗﺄﻣﻞ ﻛﻴﻒ ﺍﺻﻄﻔﺎﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﻛﺎﻓﺮﺍً ﺑﻞ ﺟﻌﻠﻚ ﻣﺴﻠﻤﺎً ، ﺗﺄﻣﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﻔﺴﻘﻪ ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺑﻞ ﺟﻌﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻓﺘﺄﻣﻞ ﺍﺻﻄﻔﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﺎﺋﺮ ﻭﺟﻌﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻢ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺻﻄﻔﺎﻙ ﺍﺻﻄﻔﺎﺀ ﺃﺧﺮ ﺑﺄﻥ ﺟﻌﻠﻚ ﺻﺎﺣﺐ ﻋﻠﻢ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺩﺍﻋﻴﻪ ﻓﻬﺬﺍ ﺍﺻﻄﻔﺎﺀ ﺃﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺄﻥ ﺟﻌﻠﻚ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻞ ﺟﻌﻠﻚ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺍﺻﻄﻔﺎﺀﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ . 7- ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺍﻻﺑﻦ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺍﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﻭَﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻳَﺠْﺘَﺒِﻴﻚَ ﺭَﺑُّﻚَ ﻭَﻳُﻌَﻠِّﻤُﻚَ ﻣِﻦ ﺗَﺄْﻭِﻳﻞِ ﺍﻷَﺣَﺎﺩِﻳﺚِ ﻭَﻳُﺘِﻢُّ ﻧِﻌْﻤَﺘَﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺁﻝِ ﻳَﻌْﻘُﻮﺏَ ﻛَﻤَﺎ ﺃَﺗَﻤَّﻬَﺎ ﻋَﻠَﻰ ﺃَﺑَﻮَﻳْﻚَ ﻣِﻦ ﻗَﺒْﻞُ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻭَﺇِﺳْﺤَﺎﻕَ ﺇِﻥَّ ﺭَﺑَّﻚَ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ﺣَﻜِﻴﻢٌ ) ﻟَّﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻓِﻲ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻭَﺇِﺧْﻮَﺗِﻪِ ﺁﻳَﺎﺕٌ ﻟِّﻠﺴَّﺎﺋِﻠِﻴﻦَ (7) ﺇِﺫْ ﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﻟَﻴُﻮﺳُﻒُ ﻭَﺃَﺧُﻮﻩُ ﺃَﺣَﺐُّ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﺑِﻴﻨَﺎ ﻣِﻨَّﺎ ﻭَﻧَﺤْﻦُ ﻋُﺼْﺒَﺔٌ ﺇِﻥَّ ﺃَﺑَﺎﻧَﺎ ﻟَﻔِﻲ ﺿَﻼَﻝٍ ﻣُّﺒِﻴﻦٍ (8) ﺍﻗْﺘُﻠُﻮﺍْ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﺃَﻭِ ﺍﻃْﺮَﺣُﻮﻩُ ﺃَﺭْﺿﺎً ﻳَﺨْﻞُ ﻟَﻜُﻢْ ﻭَﺟْﻪُ ﺃَﺑِﻴﻜُﻢْ ﻭَﺗَﻜُﻮﻧُﻮﺍْ ﻣِﻦ ﺑَﻌْﺪِﻩِ ﻗَﻮْﻣﺎً ﺻَﺎﻟِﺤِﻴﻦَ (9) ﻗَﺎﻝَ ﻗﺎﺋﻞ ﻣَّﻨْﻬُﻢْ ﻻَ ﺗَﻘْﺘُﻠُﻮﺍْ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻭَﺃَﻟْﻘُﻮﻩُ ﻓِﻲ ﻏَﻴَﺎﺑَﺔِ ﺍﻟْﺠُﺐِّ ﻳَﻠْﺘَﻘِﻄْﻪُ ﺑَﻌْﺾُ ﺍﻟﺴَّﻴَّﺎﺭَﺓِ ﺇِﻥ ﻛُﻨﺘُﻢْ ﻓَﺎﻋِﻠِﻴﻦَ (10) 8- ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺗﺪﻓﻊ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻟﻠﻀﺮﺭ ﻭﺍﻹﻳﺬﺍﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻏﺎﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﺧﻴﻬﻢ ﺳﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺇﻳﺬﺍﺀﻩ . 9- ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻯ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻜﻴﺪ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ[8] ﻭ ﻟﻴﺲ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻹﻳﺬﺍﺀ ﻓﺎﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﻭﺻﻠﺘﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻞ ﺃﺧﻴﻬﻢ (ﺍﻗﺘﻠﻮﺍ ﻳﻮﺳﻒ) 10- ﺗﺒﻴﻴﺖ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﺗﻮﺑﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ ؛ ﻳﻌﻨﻰ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﻧﺬﻧﺐ ﺛﻢ ﻧﺘﻮﺏ ﻓﻬﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﺫﻧﺐ ﺛﻢ ﻧﺴﺘﻘﻴﻢ ...... ﻓﻠﻨﺬﻧﺐ ، ﻫﺬﻩ ﺗﻮﺑﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﺍﻗْﺘُﻠُﻮﺍْ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﺃَﻭِ ﺍﻃْﺮَﺣُﻮﻩُ ﺃَﺭْﺿﺎً ﻳَﺨْﻞُ ﻟَﻜُﻢْ ﻭَﺟْﻪُ ﺃَﺑِﻴﻜُﻢْ ﻭَﺗَﻜُﻮﻧُﻮﺍْ ﻣِﻦ ﺑَﻌْﺪِﻩِ ﻗَﻮْﻣﺎً ﺻَﺎﻟِﺤِﻴﻦَ) ﺇﺫﺍً ﻫﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻧﺬﻧﺐ ﺛﻢ ﻧﺘﻮﺏ ، ﻫﺬﻩ ﺗﻮﺑﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ . ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﺍﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺳﻴﺴﺘﻘﻴﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﺼﻼﺡ ، ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻧﺖ ﺍﻵﻥ ﺃﺫﻧِﺐ ﺛﻢ ﺗﺘﻮﺏ ، ﻓﻴﻨﺘﻜﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻭ ﻳﺬﻫﺐ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ . (ﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﻳَﺎ ﺃَﺑَﺎﻧَﺎ ﻣَﺎ ﻟَﻚَ ﻻَ ﺗَﺄْﻣَﻨَّﺎ ﻋَﻠَﻰ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻭَﺇِﻧَّﺎ ﻟَﻪُ ﻟَﻨَﺎﺻِﺤُﻮﻥَ (11) ﺃَﺭْﺳِﻠْﻪُ ﻣَﻌَﻨَﺎ ﻏَﺪﺍً ﻳَﺮْﺗَﻊْ ﻭَﻳَﻠْﻌَﺐْ ﻭَﺇِﻧَّﺎ ﻟَﻪُ ﻟَﺤَﺎﻓِﻈُﻮﻥَ (12) ﻗَﺎﻝَ ﺇِﻧِّﻲ ﻟَﻴَﺤْﺰُﻧُﻨِﻲ ﺃَﻥ ﺗَﺬْﻫَﺒُﻮﺍْ ﺑِﻪِ ﻭَﺃَﺧَﺎﻑُ ﺃَﻥ ﻳَﺄْﻛُﻠَﻪُ ﺍﻟﺬِّﺋْﺐُ ﻭَﺃَﻧﺘُﻢْ ﻋَﻨْﻪُ ﻏَﺎﻓِﻠُﻮﻥَ 13) ﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﻟَﺌِﻦْ ﺃَﻛَﻠَﻪُ ﺍﻟﺬِّﺋْﺐُ ﻭَﻧَﺤْﻦُ ﻋُﺼْﺒَﺔٌ ﺇِﻧَّﺎ ﺇِﺫﺍً ﻟَّﺨَﺎﺳِﺮُﻭﻥَ (14) ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺫَﻫَﺒُﻮﺍْ ﺑِﻪِ ﻭَﺃَﺟْﻤَﻌُﻮﺍْ ﺃَﻥ ﻳَﺠْﻌَﻠُﻮﻩُ ﻓِﻲ ﻏَﻴَﺎﺑَﺔِ ﺍﻟْﺠُﺐِّ ﻭَﺃَﻭْﺣَﻴْﻨَﺎ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﻟَﺘُﻨَﺒِّﺌَﻨَّﻬُﻢ ﺑِﺄَﻣْﺮِﻫِﻢْ ﻫَـﺬَﺍ ﻭَﻫُﻢْ ﻻَ ﻳَﺸْﻌُﺮُﻭﻥَ (15)) 11- ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻇﻦ ﺳﻮﺀ ﺑﺈﻧﺴﺎﻥ ﻓﻼ ﻳﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻨﻪ ﺣﺠﺔ ﻷﻧﻪ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ (ﻭﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ ) ﻫﻮ ﻟﻘﻨﻬﻢ ﺣﺠﻪ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻮﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺣﺼﻞ ﻣﺎ ﺗﻜﺮﻩ ﻭﺗﺮﻛﻨﺎ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻨﺪ ﻣﺘﺎﻋﻨﺎ ﻭﺃﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ ، ﻟﺬﺍ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻥ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﻠﻘﻨﻪ ﺣﺠﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ . 12- ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﺛﺒَّﺖ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺑﺪﺀ ﺃﻣﺮﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺌﺮ (ﻭَﺃَﻭْﺣَﻴْﻨَﺎ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﻟَﺘُﻨَﺒِّﺌَﻨَّﻬُﻢ ﺑِﺄَﻣْﺮِﻫِﻢْ ﻫَـﺬَﺍ ﻭَﻫُﻢْ ﻻَ ﻳَﺸْﻌُﺮُﻭﻥَ) ﻭﻟﻜﻦ ﻭﻣﺘﻰ ﺗﺤﺪﺙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻨﺒﺌﺔ ؟ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ . (ﻭﺟﺎﺀﻭﺍ ﺃَﺑَﺎﻫُﻢْ ﻋِﺸَﺎﺀ ﻳَﺒْﻜُﻮﻥَ (16) ﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﻳَﺎ ﺃَﺑَﺎﻧَﺎ ﺇِﻧَّﺎ ﺫَﻫَﺒْﻨَﺎ ﻧَﺴْﺘَﺒِﻖُ ﻭَﺗَﺮَﻛْﻨَﺎ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻋِﻨﺪَ ﻣَﺘَﺎﻋِﻨَﺎ ﻓَﺄَﻛَﻠَﻪُ ﺍﻟﺬِّﺋْﺐُ ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻧﺖَ ﺑِﻤُﺆْﻣِﻦٍ ﻟِّﻨَﺎ ﻭَﻟَﻮْ ﻛُﻨَّﺎ ﺻَﺎﺩِﻗِﻴﻦَ (17) ﻭﺟﺎﺀﻭﺍ ﻋَﻠَﻰ ﻗَﻤِﻴﺼِﻪِ ﺑِﺪَﻡٍ ﻛَﺬِﺏٍ ﻗَﺎﻝَ ﺑَﻞْ ﺳَﻮَّﻟَﺖْ ﻟَﻜُﻢْ ﺃَﻧﻔُﺴُﻜُﻢْ ﺃَﻣْﺮﺍً ﻓَﺼَﺒْﺮٌ ﺟَﻤِﻴﻞٌ ﻭَﺍﻟﻠّﻪُ ﺍﻟْﻤُﺴْﺘَﻌَﺎﻥُ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎ ﺗَﺼِﻔُﻮﻥَ (18) ). 13- ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻷﻣﺮ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﺃﻣﺮﻩ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﻭﻟﻮ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺃﺑﺎﻫﻢ ﻋﺸﺎﺀ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻓﻬﺬﺍ ﺗﻤﺜﻴﻞ (ﻗَﺎﻟُﻮﺍْ ﻳَﺎ ﺃَﺑَﺎﻧَﺎ ﺇِﻧَّﺎ ﺫَﻫَﺒْﻨَﺎ ﻧَﺴْﺘَﺒِﻖُ ﻭَﺗَﺮَﻛْﻨَﺎ ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻋِﻨﺪَ ﻣَﺘَﺎﻋِﻨَﺎ ﻓَﺄَﻛَﻠَﻪُ ﺍﻟﺬِّﺋْﺐُ) . 14- ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺋﻦ ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺋﻦ ﻓﺈﻥ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺭﺃﻯ ﻗﻤﻴﺼﺎً ﻟﻢ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﺃﻧﻴﺎﺏ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ ﻗﻤﻴﺺ ﺳﻠﻴﻢ ﻣﻐﻤﻮﺱ ﺑﺪﻡ ﻓﻜﻴﻒ ﺃﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ- ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻪ ﺫﻭﻕ ﻳﺄﺗﻲ ﻟﻠﻮﻟﺪ ﻭﻳﺨﻠﻊ ﻗﻤﻴﺼﻪ ﺛﻢ ﻳﺄﻛﻠﻪ-ﻛﻴﻒ ﻳﺄﻛﻠﻪ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻭﺍﻟﻘﻤﻴﺺ ﺳﻠﻴﻢ ﻣﺎ ﺑﻪ ﺗﻤﺰﻳﻖ . 15- ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺘﻬﺎ ، ﻓﺎﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ …..ﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻧﺼﻞ ﺃﻭ ﺧﻒ ﺃﻭ ﺣﺎﻓﺮ ﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺑﻞ ﻭ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﻭ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ . [9] ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺗﺠﻮﺯ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻴﻪ ﺑﺠﻌﻞ ﺃﻱ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻭﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻟﺴﺒﻖ ﺑﻪ ﺑﺠﺎﺋﺰﺓ ﻓﺼﺎﺭ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﺃﻧﻮﺍﻉ : ﺃ-ﺟﺎﺋﺰ ﺑﻌﻮﺽ . ﺏ-ﺟﺎﺋﺰ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻮﺽ. ﺝ-ﻣﺤﺮﻡ . ﺃ-ﺟﺎﺋﺰ ﺑﻌﻮﺽ :ﻣﺜﻞ ﻣﺴﺎﺑﻘﻪ ﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺒﻨﺪﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﻞ ، ﻣﺴﺎﺑﻘﻪ ﺍﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ، ﺑﺎﻟﺪﺑﺎﺑﺎﺕ ، ﺑﺄﻱ ﻭﺳﻴﻠﻪ ﺑﺎﻟﺮﻣﻲ ﻷﻧﻪ ﻣﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻓﻴﻪ ﺟﻮﺍﺋﺰ ، ﻓﺎﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﻪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺩﺧﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ . ﻓﻠﻮ ﻋﻤﻠﻨﺎ ﻣﺴﺎﺑﻘﻪ ﻓﻲ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺣﻔﻆ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺠُﻌﻞ ﺃﻱ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ ﺑﺠﺎﺋﺰﺓ . ﺏ- ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻮﺽ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﻭ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻄﺲ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺎﻷﻭﻝ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻓﻤﺴﺎﺑﻘﺔ ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ ﺗﺠﻮﺯ ﺑﺪﻭﻥ ﺟﺎﺋﺰﺓ……. ﺑﻐﻴﺮ ﻣﻘﺎﺑﻞ………. ﻫﺬﺍ ﻣﺜﺎﻝ . ﺝ-ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ : ﻣﺜﻞ ﻧﻘﺮ ﺍﻟﺪﻳﻜﻪ ، ﻣﻨﺎﻃﺤﺔ ﺍﻟﻜﺒﺎﺵ ، ﻣﺼﺎﺭﻋﻪ ﺍﻟﺜﻴﺮﺍﻥ . ﻻ ﺗﺠﻮﺯ ﻻ ﺑﺠﺎﺋﺰﺓ ﻭ ﻻ ﺑﻐﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰﻩ ﻻﻧﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻌﺬﻳﺐ ﻟﻠﺤﻴﻮﺍﻥ . ﻣﺴﺄﻟﺔ : ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﻼﻛﻤﺔ ؟ ﻻ ﺗﺠﻮﺯ ﻷﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﺮﺑﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺎﺑﻘﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﻴﺮ ﺟﺎﺋﺰﺓ ﻷﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺸﻒ ﻋﻮﺭﺍﺕ ﺃﻭ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻤﺎﺭ ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ . 16- ﺇﻧﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺸﻜﻮﻙ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﺘﻮﺏ ﻗﺎﻝ ( ﺑﻞ ﺳﻮﻟﺖ ﻟﻜﻢ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ ) 17- ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ[10] ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺗﺸﻜﻲ ﻭﻻ ﺟﺰﻉ ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺼﺒﺮ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﺸﻜﻲ ﻭﻻ ﺟﺰﻉ (ﻭَﺟَﺎﺀﺕْ ﺳَﻴَّﺎﺭَﺓٌ ﻓَﺄَﺭْﺳَﻠُﻮﺍْ ﻭَﺍﺭِﺩَﻫُﻢْ ﻓَﺄَﺩْﻟَﻰ ﺩَﻟْﻮَﻩُ ﻗَﺎﻝَ ﻳَﺎ ﺑُﺸْﺮَﻯ ﻫَـﺬَﺍ ﻏُﻼَﻡٌ ﻭَﺃَﺳَﺮُّﻭﻩُ ﺑِﻀَﺎﻋَﺔً ﻭَﺍﻟﻠّﻪُ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ﺑِﻤَﺎ ﻳَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ (19) ﻭَﺷَﺮَﻭْﻩُ ﺑِﺜَﻤَﻦٍ ﺑَﺨْﺲٍ ﺩَﺭَﺍﻫِﻢَ ﻣَﻌْﺪُﻭﺩَﺓٍ ﻭَﻛَﺎﻧُﻮﺍْ ﻓِﻴﻪِ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺰَّﺍﻫِﺪِﻳﻦَ (20) ﻭَﻗَﺎﻝَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺍﺷْﺘَﺮَﺍﻩُ ﻣِﻦ ﻣِّﺼْﺮَ ﻻِﻣْﺮَﺃَﺗِﻪِ ﺃَﻛْﺮِﻣِﻲ ﻣَﺜْﻮَﺍﻩُ ﻋَﺴَﻰ ﺃَﻥ ﻳَﻨﻔَﻌَﻨَﺎ ﺃَﻭْ ﻧَﺘَّﺨِﺬَﻩُ ﻭَﻟَﺪﺍً ﻭَﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻣَﻜَّﻨِّﺎ ﻟِﻴُﻮﺳُﻒَ ﻓِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﻭَﻟِﻨُﻌَﻠّ