هبي يا رياح الجنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هبي يا رياح الجنة


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الدعاء المستجاب
ركعتان

 

 تفسير ايات من سورة البقرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أم عبد الرحمن
مديرة الموقع
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 02/05/2012
تعاليق : حياتي جميلة لاني مسلمة
قال تعالى وما انزلنا عليك القران لتشقى

تفسير ايات من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: تفسير ايات من سورة البقرة   تفسير ايات من سورة البقرة Icon_minitimeالسبت فبراير 23, 2013 6:06 pm

الحمد لله رب العالمين الذي يجمع عباده على الذكر الحكيم

جروب قراَني نور حياتي


تحت اشراف

الاستاذة الاخت ام زينب

نجتمع عبر الوات ساب
ونسجل هنا ما يتم طرحة ونقاشة

هدف جروب قراني نور حياتي


حفظ سورة البقرة بحكم ايتين يومين مع التدبر



بسم الله الرحمن الرحيم
على بركة الله نبدا مشوار الحفظ
اللهم ثبت لنا ما نحفظ ورزقنا التدبر والعمل به



تفسير سورة البقرة من 1 - 3
السعدي 

بسم الله الرحمن الرحيم


{ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * }

 الحروف المقطعة في أوائل السور, الأسلم فيها, السكوت عن التعرض لمعناها [من غير مستند شرعي],

مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثا بل لحكمة لا نعلمها.

وقوله { ذَلِكَ الْكِتَابُ }

أي هذا الكتاب العظيم الذي هو الكتاب على الحقيقة, المشتمل على ما لم تشتمل عليه كتب المتقدمين والمتأخرين من العلم العظيم,والحق المبين.

فـ { لَا رَيْبَ فِيهِ } ولا شك بوجه من الوجوه، ونفي الريب عنه, يستلزم ضده, إذ ضد الريب والشك اليقين،

فهذا الكتاب مشتمل على علم اليقين المزيل للشك والريب.

فلما اشتمل على اليقين وكانت الهداية لا تحصل إلا باليقين

قال: { هُدًى لِلْمُتَّقِينَ }

 والهدى: ما تحصل به الهداية من الضلالة والشبه، وما به الهداية إلى سلوك الطرق النافعة.

وقال { هُدًى } وحذف المعمول, فلم يقل هدى للمصلحة الفلانية, ولا للشيء الفلاني, لإرادة العموم,

 وأنه هدى لجميع مصالح الدارين، فهو مرشد للعباد في المسائل الأصولية والفروعية, ومبين للحق
من الباطل,

 والصحيح من الضعيف, ومبين لهم كيف يسلكون الطرق النافعة لهم, في دنياهم وأخراهم.


وقال في موضع آخر: { هُدًى لِلنَّاسِ } فعمم.

وفي هذا الموضع وغيره { هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } لأنه في نفسه هدى لجميع الخلق.

فالأشقياء لم يرفعوا به رأسا. ولم يقبلوا هدى الله, فقامت عليهم به الحجة, ولم ينتفعوا به لشقائهم، وأما

المتقون الذين أتوا بالسبب الأكبر, لحصول الهداية, وهو التقوى التي حقيقتها: اتخاذ ما يقي سخط الله

وعذابه, بامتثال أوامره, واجتناب النواهي, فاهتدوا به, وانتفعوا غاية الانتفاع.

قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا }

فالمتقون هم المنتفعون بالآيات القرآنية, والآيات الكونية.

ولأن الهداية نوعان: هداية البيان, وهداية التوفيق. فالمتقون حصلت لهم الهدايتان,

وغيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق.

وهداية البيان بدون توفيق للعمل بها,

ليست هداية حقيقية [تامة].ثم وصف المتقين بالعقائد والأعمال الباطنة, والأعمال الظاهرة, لتضمن التقوى لذلك.


عدل سابقا من قبل أم عبد الرحمن في السبت مارس 02, 2013 1:05 pm عدل 3 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://quran2012.yoo7.com
أم عبد الرحمن
مديرة الموقع
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 02/05/2012
تعاليق : حياتي جميلة لاني مسلمة
قال تعالى وما انزلنا عليك القران لتشقى

تفسير ايات من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ايات من سورة البقرة   تفسير ايات من سورة البقرة Icon_minitimeالإثنين فبراير 25, 2013 11:40 am

تفسير الاية 3-5 من سورة البقرة للسعدي

قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم

وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) .


قال: تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزلَ إِلَيْكَ )

وهو القرآن والسنة، قال تعالى: وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ

فالمتقون يؤمنون بجميع ما جاء به الرسول, ولا يفرقون بين بعض ما أنزل إليه, فيؤمنون ببعضه,

ولا يؤمنون ببعضه, إما بجحده أو تأويله, على غير مراد الله ورسوله,

كما يفعل ذلك من يفعله من المبتدعة, الذين يؤولون النصوص الدالة على خلاف قولهم, بما حاصله عدم التصديق

بمعناها, وإن صدقوا بلفظها, فلم يؤمنوا بها إيمانا حقيقيا.

وقوله: ( وَمَا أُنزلَ مِنْ قَبْلِكَ )

يشمل الإيمان بالكتب السابقة، ويتضمن الإيمان بالكتب الإيمان بالرسل وبما اشتملت عليه, خصوصا التوراة

والإنجيل والزبور، وهذه خاصية المؤمنين يؤمنون بجميع الكتب السماوية وبجميع الرسل فلا يفرقون بين أحد منهم.

ثم قال: ( وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ )

و " الآخرة "اسم لما يكون بعد الموت، وخصه [بالذكر] بعد العموم, لأن الإيمان باليوم الآخر, أحد أركان الإيمان؛

ولأنه أعظم باعث على الرغبة والرهبة والعمل،

و " اليقين "هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك, الموجب للعمل.

( أُولَئِكَ )

أي: الموصوفون بتلك الصفات الحميدة

( عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ) أي: على هدى عظيم, لأن التنكير للتعظيم،

وأي هداية أعظم من تلك الصفات المذكورة المتضمنة للعقيدة الصحيحة والأعمال المستقيمة،

وهل الهداية [الحقيقية] إلا هدايتهم، وما سواها [مما خالفها]، فهو ضلالة.

وأتى بـ " على "في هذا الموضع,

الدالة على الاستعلاء, وفي الضلالة يأتي بـ " في "

كما في قوله: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ لأن صاحب الهدى مستعل

بالهدى, مرتفع به, وصاحب الضلال منغمس فيه محتَقر.

ثم قال تعالى
: ( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) والفلاح [هو] الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب، حصر


الفلاح فيهم؛ لأنه لا سبيل إلى الفلاح إلا بسلوك سبيلهم, وما عدا تلك السبيل, فهي سبل الشقاء والهلاك والخسار التي

تفضي بسالكها إلى الهلاك.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://quran2012.yoo7.com
أم عبد الرحمن
مديرة الموقع
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 02/05/2012
تعاليق : حياتي جميلة لاني مسلمة
قال تعالى وما انزلنا عليك القران لتشقى

تفسير ايات من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ايات من سورة البقرة   تفسير ايات من سورة البقرة Icon_minitimeالسبت مارس 02, 2013 12:00 pm



تفسير الاية 6-8 من سورة البقرة للسعدي

قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم

مقرر اليوم بإذن الله
تفستوير السعدي ...

{ 6 - 8 } { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ * }
َ


لما ذكر صفات المؤمنين حقا,

ذكر صفات الكفار المظهرين لكفرهم، المعاندين للرسول

فقال: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى

أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }


يخبر تعالى أن الذين كفروا, أي: اتصفوا بالكفر, وانصبغوا به, وصار وصفا لهم لازما, لا يردعهم عنه رادع, ولا

ينجع فيهم وعظ، إنهم مستمرون على كفرهم, فسواء عليهم أأنذرتهم, أم لم تنذرهم لا يؤمنون،

وحقيقة الكفر:

هو الجحود لما جاء به الرسول, أو جحد بعضه، فهؤلاء الكفار لا تفيدهم الدعوة إلا إقامة الحجة, وكأن في هذا قطعا

لطمع الرسول صلى الله عليه وسلم في إيمانهم, وأنك لا تأس عليهم,

ولا تذهب نفسك عليهم حسرات.ثم ذكر الموانع المانعة لهم من الإيمان

فقال: { خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ }

أي: طبع عليها بطابع لا يدخلها الإيمان, ولا ينفذ فيها، فلا يعون ما ينفعهم, ولا يسمعون ما يفيدهم.

{ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ }

أي: غشاء وغطاء وأكنة تمنعها عن النظر الذي ينفعهم,

وهذه طرق العلم والخير, قد سدت عليهم, فلا مطمع فيهم, ولا خير يرجى عندهم، وإنما منعوا ذلك, وسدت عنهم

أبواب الإيمان بسبب كفرهم وجحودهم ومعاندتهم بعد ما تبين لهم الحق,

كما قال تعالى: { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ }

وهذا عقاب عاجل.
ثم ذكر العقاب الآجل،

فقال: { وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

وهو عذاب النار, وسخط الجبار المستمر الدائم.

ثم قال تعالى في وصف المنافقين أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ

* فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }

واعلم أن النفاق هو: إظهار الخير وإبطان الشر،

ويدخل في هذا التعريف

النفاق الاعتقادي,

والنفاق العملي،

كالذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: " آية المنافق ثلات: إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا اؤتمن خان " وفي رواية: " وإذا خاصم فجر "

وأما النفاق الاعتقادي المخرج عن دائرة الإسلام, فهو الذي وصف الله به المنافقين في هذه السورة وغيرها، ولم يكن النفاق موجودا

قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم [من مكة] إلى المدينة,

وبعد أن هاجر, فلما كانت وقعة " بدر " وأظهر الله المؤمنين وأعزهم، ذل من في المدينة ممن لم يسلم,


فأظهر بعضهم الإسلام خوفا ومخادعة, ولتحقن دماؤهم, وتسلم أموالهم, فكانوا بين أظهر المسلمين في الظاهر أنهم

منهم, وفي الحقيقة ليسوا منهم.فمن لطف الله بالمؤمنين, أن جلا أحوالهم ووصفهم بأوصاف يتميزون بها, لئلا يغتر بهم المؤمنون, ولينقمعوا أيضا عن كثير من فجورهم

[قال تعالى]: { يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ }


فوصفهم الله بأصل النفاق

فقال: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ }ف

إنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فأكذبهم الله بقوله: { وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ }

لأن الإيمان الحقيقي, ما تواطأ عليه القلب واللسان,

وإنما هذا مخادعة لله ولعباده المؤمنين.

والمخادعة:

أن يظهر المخادع لمن يخادعه شيئا, ويبطن خلافه لكي يتمكن من مقصوده ممن يخادع، فهؤلاء المنافقون,

سلكوا مع الله وعباده هذا المسلك, فعاد خداعهم على أنفسهم، فإن هذا من العجائب؛

لأن المخادع, إما أن ينتج خداعه ويحصل له ما يريد أو يسلم, لا له ولا عليه، وهؤلاء عاد خداعهم عليهم, وكأنهم يعملون ما يعملون من المكر لإهلاك أنفسهم وإضرارها وكيدها؛ لأن الله تعالى لا يتضرر بخداعهم [شيئا] وعباده المؤمنون,
لا يضرهم كيدهم شيئا، فلا يضر المؤمنين أن أظهر المنافقون الإيمان,

فسلمت بذلك أموالهم وحقنت دماؤهم, وصار كيدهم في نحورهم, وحصل لهم بذلك الخزي والفضيحة في الدنيا,

والحزن المستمر بسبب ما يحصل للمؤمنين من القوة والنصرة.

ثم في الآخرة لهم العذاب الأليم الموجع المفجع,

بسبب كذبهم وكفرهم وفجورهم, والحال أنهم من جهلهم وحماقتهم لا يشعرون بذلك.

حافظات على طريق السلف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://quran2012.yoo7.com
أم عبد الرحمن
مديرة الموقع
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 02/05/2012
تعاليق : حياتي جميلة لاني مسلمة
قال تعالى وما انزلنا عليك القران لتشقى

تفسير ايات من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ايات من سورة البقرة   تفسير ايات من سورة البقرة Icon_minitimeالسبت مارس 02, 2013 12:23 pm


تفسير الاية9-10 من سورة البقرة للسعدي

قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم


{ 9 - 10 } { يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }

والمخادعة: أن يظهر المخادع لمن يخادعه شيئا, ويبطن خلافه لكي

يتمكن من مقصوده ممن يخادع،


فهؤلاء المنافقون, سلكوا مع الله وعباده هذا المسلك, فعاد خداعهم على أنفسهم، فإن هذا من العجائب؛

لأن المخادع, إما أن ينتج خداعه ويحصل له ما يريد أو يسلم, لا له ولا عليه، وهؤلاء عاد خداعهم عليهم,
وكأنهم يعملون ما يعملون من المكر لإهلاك أنفسهم وإضرارها وكيدها؛

▪لأن الله تعالى لا يتضرر بخداعهم [شيئا] وعباده المؤمنون, لا يضرهم كيدهم شيئا، فلا يضر المؤمنين أن أظهر المنافقون الإيمان,

فسلمت بذلك أموالهم وحقنت دماؤهم, وصار كيدهم في نحورهم, وحصل لهم بذلك الخزي

والفضيحة في الدنيا,

والحزن المستمر بسبب ما يحصل للمؤمنين من القوة والنصرة.ثم في الآخرة لهم العذاب الأليم

الموجع المفجع, بسبب كذبهم وكفرهم وفجورهم, والحال أنهم من جهلهم وحماقتهم لا يشعرون بذلك.

وقوله: { فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ }


▪ والمراد بالمرض هنا:

مرض الشك والشبهات والنفاق،

لأن القلب يعرض له مرضان يخرجانه عن صحته واعتداله:

مرض الشبهات الباطلة, ومرض الشهوات المردية،

فالكفر والنفاق والشكوك والبدع, كلها من مرض الشبهات، والزنا, ومحبة [الفواحش و]المعاصي وفعلها, من مرض الشهوات

كما قال تعالى: { فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }

وهي شهوة الزنا،

والمعافى من عوفي من هذين المرضين, فحصل له اليقين والإيمان, والصبر عن كل معصية,

فرفل في أثواب العافية.

▪وفي قوله عن المنافقين: { فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا }

بيان لحكمته تعالى في تقدير المعاصي على العاصين, وأنه بسبب ذنوبهم السابقة, يبتليهم

بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها


كما قال تعالى: { وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ }

▪ وقال تعالى: { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }

وقال تعالى: { وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ }

▪ فعقوبة المعصية, المعصية بعدها, كما أن من ثواب الحسنة, الحسنة بعدها،

قال تعالى: { وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى }


تفسير الجزائري
معاني الكلمات


{ يخادعون الله }: بإظهارهم الإيما ن واخفائهم الكفر.


{ وما يخدعون الا أنفسهم }: إذ عاقبة خداعهم تعود عليهم لا على الله ولا على رسوله ولا على المؤمنين.


{ وما يشعرون }: لا يعلمون أن عاقبة خداعهم عائدة عليهم.


{ فى قلوبهم مرض }: فى قلوبهم شك ونفاق والم الخوف من افتضاح

أمرهم والضرب على أيديهم.

{ فزادهم الله مرضا }: شكاً ونفاقاً والماً وخوفاً حسب سنة الله فى أن السيئة لا تعقب إلاّ سيئة.


{ عذاب أليم }: موجع شديد الوقع على النفس.

من هداية الآيات:


1.التحذير من الكذب والنفاق والخداع، وأن عاقبة الخداع تعود على صاحبها كما أن السيئة لا يتولد عنها إلا سيئة مثلها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://quran2012.yoo7.com
أم عبد الرحمن
مديرة الموقع
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 02/05/2012
تعاليق : حياتي جميلة لاني مسلمة
قال تعالى وما انزلنا عليك القران لتشقى

تفسير ايات من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ايات من سورة البقرة   تفسير ايات من سورة البقرة Icon_minitimeالسبت مارس 02, 2013 12:35 pm



تفسير السعدي
سورة البقرة آية 11-12
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم

َ { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي ٱلأَرْضِ قَالُوۤاْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } * { أَلاۤ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لاَّ يَشْعُرُونَ }



وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ


أي: إذا نهي هؤلاء المنافقون عن الإفساد في الأرض,

وهو العمل بالكفر والمعاصي,

ومنه إظهار سرائر المؤمنين لعدوهم وموالاتهم للكافرين

{ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ }

فجمعوا بين العمل بالفساد في الأرض, وإظهارهم أنه ليس بإفساد بل هو إصلاح,

قلبا للحقائق,


وجمعا بين فعل الباطل واعتقاده حقا،

وهذا أعظم جناية ممن يعمل بالمعصية,

مع اعتقاد أنها معصية فهذا أقرب للسلامة, وأرجى لرجوعه.


أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ

ولما كان في قولهم: { إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ }

حصر للإصلاح في جانبهم - وفي ضمنه أن المؤمنين ليسوا من أهل الإصلاح -

قلب الله عليهم دعواهم بقوله: { ألا إنهم هم المفسدون }


فإنه لا أعظم فسادا ممن كفر بآيات الله, وصد عن سبيل الله، وخادع الله وأولياءه, ووالى

المحاربين لله ورسوله, وزعم مع ذلك أن هذا إصلاح,

فهل بعد هذا الفساد فساد؟"

ولكن لا يعلمون علما ينفعهم,

وإن كانوا قد علموا بذلك علما تقوم به عليهم حجة الله،

وإنما كان العمل بالمعاصي


في الأرض إفسادا, لأنه يتضمن فساد ما على وجه الأرض من الحبوب والثمار والأشجار,

والنبات, بما يحصل فيها من الآفات بسبب المعاصي، ولأن الإصلاح في الأرض أن تعمر

بطاعة الله والإيمان به, لهذا خلق الله الخلق, وأسكنهم في الأرض, وأدر لهم الأرزاق, ليستعينوا

بها على طاعته

]وعبادته]، فإذا عمل فيها بضده, كان سعيا فيها بالفساد فيها, وإخرابا لها عما خلقت له.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://quran2012.yoo7.com
أم عبد الرحمن
مديرة الموقع
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 02/05/2012
تعاليق : حياتي جميلة لاني مسلمة
قال تعالى وما انزلنا عليك القران لتشقى

تفسير ايات من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ايات من سورة البقرة   تفسير ايات من سورة البقرة Icon_minitimeالسبت مارس 02, 2013 12:43 pm



تفسبر السعدي
سورة البقرة 13-14

قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم

واذا قيل لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ

أي: إذا قيل للمنافقين آمنوا كما آمن الناس,


أي: كإيمان الصحابة رضي الله عنهم،

وهو الإيمان بالقلب واللسان,

قالوا بزعمهم الباطل: أنؤمن كما آمن السفهاء؟


يعنون - قبحهم الله -

الصحابة رضي الله عنهم, بزعمهم أن سفههم أوجب لهم الإيمان, وترك الأوطان, ومعاداة

الكفار، والعقل عندهم يقتضي ضد ذلك, فنسبوهم إلى السفه;

وفي ضمنه أنهم هم العقلاء أرباب الحجى والنهى.


فرد الله ذلك عليهم, وأخبر أنهم هم السفهاء على الحقيقة,


لأن حقيقة السفه

جهل الإنسان بمصالح نفسه, وسعيه فيما يضرها, وهذه الصفة منطبقة عليهم

وصادقة عليهم،

كما أن العقل والحجا, معرفة الإنسان بمصالح نفسه, والسعي فيما ينفعه,


و[في] دفع ما يضره،

وهذه الصفة منطبقة على [الصحابة و]المؤمنين وصادقة عليهم،

فالعبرة بالأوصاف والبرهان, لا بالدعاوى المجردة, والأقوال الفارغة.

واذا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ

هذا من قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم،

و[ذلك] أنهم إذا اجتمعوا بالمؤمنين, أظهروا أنهم على طريقتهم وأنهم معهم,

فإذا خلوا إلى شياطينهم -

أي: رؤسائهم وكبرائهم في الشر -

قالوا:

إنا معكم في الحقيقة,

وإنما نحن مستهزءون بالمؤمنين بإظهارنا لهم, أنا على طريقتهم،

فهذه حالهم الباطنة والظاهرة,

ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://quran2012.yoo7.com
أم عبد الرحمن
مديرة الموقع
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 02/05/2012
تعاليق : حياتي جميلة لاني مسلمة
قال تعالى وما انزلنا عليك القران لتشقى

تفسير ايات من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ايات من سورة البقرة   تفسير ايات من سورة البقرة Icon_minitimeالأحد مارس 03, 2013 1:10 am

تفسير السعدي
سورة البقرة آية (15-16)

{ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }


وهذا جزاء لهم, على استهزائهم بعباده،

فمن استهزائه بهم أن زين لهم ما كانوا فيه من الشقاء والحالة الخبيثة, حتى ظنوا أنهم مع

المؤمنين, لما لم يسلط الله المؤمنين عليهم،

ومن استهزائه بهم يوم القيامة, أنه يعطيهم مع المؤمنين نورا ظاهرا, فإذا مشي المؤمنون

بنورهم, طفئ نور المنافقين, وبقوا في الظلمة بعد النور متحيرين,


فما أعظم اليأس بعد الطمع،

{ يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ }

الآية.قوله:

{ وَيَمُدُّهُمْ } أي: يزيدهم

{ فِي طُغْيَانِهِمْ } أي: فجورهم وكفرهم،

{ يَعْمَهُونَ } أي: حائرون مترددون, وهذا من استهزائه تعالى بهم.

أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَأولئك,

أي: المنافقون الموصوفون بتلك الصفات

{ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى } أ

ي: رغبوا في الضلالة, رغبة المشتري بالسلعة, التي من رغبته فيها يبذل فيها الأثمان النفيسة.


وهذا من أحسن الأمثلة, فإنه جعل الضلالة, التي هي غاية الشر, كالسلعة، وجعل الهدى الذي هو

غاية الصلاح بمنزلة الثمن،

فبذلوا الهدى رغبة عنه بالضلالة رغبة فيها، فهذه تجارتهم, فبئس التجارة,

وبئس الصفقة صفقتهم وإذا كان من بذل دينارا في مقابلة درهم خاسرا, فكيف من بذل جوهرة

وأخذ عنها درهما؟"

فكيف من بذل الهدى في مقابلة الضلالة, واختار الشقاء على السعادة, ورغب في سافل الأمور

عن عاليها ؟

" فما ربحت تجارته, بل خسر فيها أعظم خسارة.

{ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }

وقوله: { وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ } ت

حقيق لضلالهم, وأنهم لم يحصل لهم من الهداية شيء, فهذه أوصافهم القبيحة.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://quran2012.yoo7.com
أم عبد الرحمن
مديرة الموقع
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 02/05/2012
تعاليق : حياتي جميلة لاني مسلمة
قال تعالى وما انزلنا عليك القران لتشقى

تفسير ايات من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ايات من سورة البقرة   تفسير ايات من سورة البقرة Icon_minitimeالإثنين مارس 04, 2013 12:53 am


تفسير السعدي
سورة البقرة من آية (17-18)
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ


أي: مثلهم المطابق لما كانوا عليه كمثل الذي استوقد نارا،

أي: كان في ظلمة عظيمة,

وحاجة إلى النار شديدة فاستوقدها من غيره,

ولم تكن عنده معدة, بل هي خارجة عنه،

فلما أضاءت النار ما حوله, ونظر المحل الذي هو فيه, وما فيه من المخاوف وأمنها, وانتفع بتلك النار, وقرت بها

عينه, وظن أنه قادر عليها,

فبينما هو كذلك, إذ ذهب الله بنوره, فذهب عنه النور, وذهب معه السرور, وبقي في الظلمة العظيمة والنار المحرقة,

فذهب ما فيها من الإشراق,

وبقي ما فيها من الإحراق، فبقي في ظلمات متعددة:

ظلمة الليل
,
وظلمة السحاب,

وظلمة المطر,

والظلمة الحاصلة بعد النور,

فكيف يكون حال هذا الموصوف؟

فكذلك هؤلاء المنافقون,

استوقدوا نار الإيمان من المؤمنين,

ولم تكن صفة لهم,

فانتفعوا بها وحقنت بذلك دماؤهم,

وسلمت أموالهم,

وحصل لهم نوع من الأمن في الدنيا،

فبينما هم على ذلك إذ هجم عليهم الموت, فسلبهم الانتفاع بذلك النور,

وحصل لهم كل هم وغم وعذاب,

وحصل لهم ظلمة القبر,

وظلمة الكفر,

وظلمة النفاق,

وظلم المعاصي على اختلاف أنواعها,

وبعد ذلك ظلمة النار [وبئس القرار].

صمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ

فلهذا قال تعالى [عنهم]:

{ صُمٌّ } أي: عن سماع الخير،

{ بُكْمٌ } [أي]: عن النطق به،

{ عُمْيٌ } عن رؤية الحق،

{ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ }

لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه, فلا يرجعون إليه، بخلاف من ترك الحق عن جهل وضلال, فإنه لا يعقل,

وهو أقرب رجوعا منهم.

تفسير الجزائري


سورة البقرة من آية (17-18)


ٌ شرح الكلمات:


{ مثلهم }: صفتهم وحالهم.

{ استوقد }: أوقد ناراً.

{ صمٌ، بكم عميٌ }: لا يسمعون ولا ينطقون ولا يبصرون.

هداية الآيات:

من هداية هذه الآيات ما يلى:

1- استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعانى إلى الأذهان.

2- خيبة سعى أهل الباطل وسوء عاقبة أمرهم.



تفسير الاية


شبه سبحانه وتعالى أعداءه المنافقين بقوم أوقدوا نارا لتضيء لهم وينتفعوا بها ، فلما أضاءت لهم النار فأبصروا في

ضوئها ما ينفعهم ويضرهم وأبصروا الطريق بعد أن كانوا حيارى تائهين فهم كقوم سفر ضلوا عن الطريق فأوقدوا

النار لتضيء لهم الطريق ; فلما أضاءت لهم فأبصروا وعرفوا طفئت تلك النار وبقوا في الظلمات لا يبصرون قد

سدت عليهم أبواب الهدى الثلاث ، فإن الهدى يدخل إلى العبد من ثلاثة أبواب ، مما يسمعه بأذنه ويراه بعينه ويعقله

بقلبه ، وهؤلاء قد سدت عليهم أبواب الهدى فلا تسمع قلوبهم شيئا ولا تبصره ولا تعقل ما ينفعها .

وقيل : لما لم ينتفعوا بأسماعهم وأبصارهم وقلوبهم نزلوا منزلة من لا سمع له ولا بصر ولا عقل ،




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://quran2012.yoo7.com
أم عبد الرحمن
مديرة الموقع
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 02/05/2012
تعاليق : حياتي جميلة لاني مسلمة
قال تعالى وما انزلنا عليك القران لتشقى

تفسير ايات من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ايات من سورة البقرة   تفسير ايات من سورة البقرة Icon_minitimeالثلاثاء مارس 05, 2013 9:13 pm

تفسير السعدي
سورة البقرة آية( 19-20)

قال تعالى: { أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ }

يعني: أو مثلهم كصيب، أي: كصاحب صيب من السماء،

وهو المطر الذي يصوب,

أي: ينزل بكثرة،


{ فِيهِ ظُلُمَاتٌ }


ظلمة الليل,

وظلمة السحاب,

وظلمات المطر،


{ وَرَعْدٌ } وهو الصوت الذي يسمع من السحاب،


{ وَبَرْقٌ } وهو الضوء [اللامع] المشاهد مع السحاب

ٌ{ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ } البرق في تلك الظلمات


{ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا }


أي: وقفوا. فهكذا حال المنافقين,


إذا سمعوا القرآن وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده, جعلوا أصابعهم في آذانهم, وأعرضوا عن

أمره ونهيه ووعده ووعيده,


فيروعهم وعيده وتزعجهم وعوده،

فهم يعرضون عنها غاية ما يمكنهم,

ويكرهونها كراهة صاحب الصيب الذي يسمع الرعد
,
ويجعل أصابعه في أذنيه خشية الموت,

فهذا تمكن له السلامة.


وأما المنافقون فأنى لهم السلامة,

وهو تعالى محيط بهم, قدرة وعلما فلا يفوتونه ولا يعجزونه,

بل يحفظ عليهم أعمالهم, ويجازيهم عليها أتم الجزاء.

ولما كانوا مبتلين بالصمم, والبكم, والعمى المعنوي,

ومسدودة عليهم طرق الإيمان،

قال تعالى: { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ }



أي: الحسية, ففيه تحذير لهم وتخويف بالعقوبة الدنيوية, ليحذروا, فيرتدعوا عن بعض شرهم ونفاقهم،

{ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

فلا يعجزه شيء، ومن قدرته أنه إذا شاء شيئا فعله من غير ممانع ولا معارض.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://quran2012.yoo7.com
أم عبد الرحمن
مديرة الموقع
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 02/05/2012
تعاليق : حياتي جميلة لاني مسلمة
قال تعالى وما انزلنا عليك القران لتشقى

تفسير ايات من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ايات من سورة البقرة   تفسير ايات من سورة البقرة Icon_minitimeالأربعاء مارس 06, 2013 8:49 pm

تفسير السعدي
سورة البقرة آيه(21-22)


هذا أمر عام لكل الناس,


بأمر عام,

وهو العبادة الجامعة,

لامتثال أوامر الله,

واجتناب نواهيه,

وتصديق خبره, فأمرهم تعالى بما خلقهم له،


قال تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ

ثم استدل على وجوب عبادته وحده,


بأنه ربكم الذي رباكم بأصناف النعم,


فخلقكم بعد العدم,


وخلق الذين من قبلكم,


وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة,


فجعل لكم الأرض فراشا تستقرون عليها,


وتنتفعون بالأبنية, والزراعة, والحراثة,


والسلوك من محل إلى محل, وغير ذلك من أنواع الانتفاع بها،

وجعل السماء بناء لمسكنكم, وأودع فيها من المنافع ما هو من ضروراتكم وحاجاتكم,
كالشمس, والقمر, والنجوم.

{ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً }

والسماء: [هو] كل ما علا فوقك فهو سماء,

ولهذا قال المفسرون: المراد بالسماء هاهنا:

السحاب، فأنزل منه تعالى ماء، { فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ }


كالحبوب, والثمار, من نخيل, وفواكه, [وزروع] وغيرها


{ رِزْقًا لَكُمْ } به ترتزقون, وتقوتون وتعيشون وتفكهون.


{ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا }

أي: نظراء وأشباها من المخلوقين,

فتعبدونهم كما تعبدون الله, وتحبونهم كما تحبون الله,

وهم مثلكم, مخلوقون,

مرزوقون مدبرون,

لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض،

ولا ينفعونكم ولا يضرون،

{ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

أن الله ليس له شريك, ولا نظير,

لا في الخلق,

والرزق,

والتدبير,

ولا في العبادة فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك؟


هذا من أعجب العجب, وأسفه السفه.

وهذه الآية جمعت بين الأمر بعبادة الله وحده,


والنهي عن عبادة ما سواه, وبيان الدليل الباهر على وجوب عبادته,
وبطلان عبادة من سواه,


وهو [ذكر]

توحيد الربوبية, المتضمن لانفراده بالخلق والرزق والتدبير،

فإذا كان كل أحد مقرا بأنه ليس له شريك في ذلك,

فكذلك فليكن إقراره بأن [الله] لا شريك له في العبادة,


وهذا أوضح دليل عقلي على وحدانية الباري،

وبطلان الشرك.

وقوله تعالى: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

يحتمل أن المعنى: أنكم إذا عبدتم الله وحده,

اتقيتم بذلك سخطه وعذابه, لأنكم أتيتم بالسبب الدافع لذلك،

ويحتمل أن يكون المعنى: أنكم إذا عبدتم الله, صرتم من المتقين الموصوفين بالتقوى, وكلا

المعنيين صحيح,

وهما متلازمان، فمن أتى بالعبادة كاملة, كان من المتقين، ومن كان من المتقين, حصلت له النجاة من عذاب الله وسخطه.

حافظات على طريق السلف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://quran2012.yoo7.com
أم عبد الرحمن
مديرة الموقع
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 02/05/2012
تعاليق : حياتي جميلة لاني مسلمة
قال تعالى وما انزلنا عليك القران لتشقى

تفسير ايات من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ايات من سورة البقرة   تفسير ايات من سورة البقرة Icon_minitimeالسبت مارس 09, 2013 8:26 pm



تفسير السعدي
سورة البقرة آية( 23-24)

هذا دليل عقلي على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم, وصحة ما جاء به،

فقال: { وإن كنتم } معشر المعاندين للرسول,

الرادين دعوته, الزاعمين كذبه في شك واشتباه, مما نزلنا على عبدنا, هل هو حق أو غيره ؟

فهاهنا أمر نصف،

فيه الفيصلة بينكم وبينه،

وهو أنه بشر مثلكم, ليس بأفصحكم ولا بأعلمكم وأنتم تعرفونه منذ نشأ بينكم, لا يكتب ولا يقرأ،

فأتاكم بكتاب زعم أنه من عند الله, وقلتم أنتم أنه تقوَّله وافتراه،


فإن كان الأمر كما تقولون,


فأتوا بسورة من مثله,

واستعينوا بمن تقدرون عليه من أعوانكم وشهدائكم,

فإن هذا أمر يسير عليكم،

خصوصا وأنتم أهل الفصاحة والخطابة, والعداوة العظيمة للرسول،

فإن جئتم بسورة من مثله,

فهو كما زعمتم,

وإن لم تأتوا بسورة من مثله وعجزتم غاية العجز,

ولن تأتوا بسورة من مثله،


ولكن هذا التقييم على وجه الإنصاف والتنزل معكم، فهذا آية كبرى,

ودليل واضح [جلي] على صدقه وصدق ما جاء به, فيتعين عليكم اتباعه,

واتقاء النار التي بلغت في الحرارة العظيمة [والشدة], أن كانت وقودها الناس والحجارة,

ليست كنار الدنيا التي إنما تتقد بالحطب,

وهذه النار الموصوفة معدة ومهيأة للكافرين بالله ورسله.


فاحذروا الكفر برسوله, بعد ما تبين لكم أنه رسول الله.

وهذه الآية ونحوها يسمونها آيات التحدي,


وهو تعجيز الخلق أن يأتوا بمثل هذا القرآن،

قال تعالى { قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا }


وكيف يقدر المخلوق من تراب, أن يكون كلامه ككلام رب الأرباب؟

أم كيف يقدر الناقص الفقير من كل الوجوه,

أن يأتي بكلام ككلام الكامل, الذي له الكمال المطلق,


والغنى الواسع من كل الوجوه؟

هذا ليس في الإمكان, ولا في قدرة الإنسان،

وكل من له أدنى ذوق ومعرفة [بأنواع] الكلام,


إذا وزن هذا القرآن العظيم بغيره من كلام البلغاء, ظهر له الفرق العظيم.

وفي قوله: { وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ }

إلى آخره,
دليل على أن الذي يرجى له الهداية من الضلالة: [هو] الشاك الحائر الذي لم يعرف الحق من

الضلال،

فهذا إذا بين له الحق فهو حري بالتوفيق إن كان صادقا في طلب الحق.

وأما المعاند الذي يعرف الحق ويتركه, فهذا لا يمكن رجوعه,

لأنه ترك الحق بعد ما تبين له, لم يتركه عن جهل, فلا حيلة فيه.

وكذلك الشاك غير الصادق في طلب الحق,

بل هو معرض غير مجتهد في طلبه, فهذا في الغالب أنه لا يوفق.


وفي وصف الرسول بالعبودية

في هذا المقام العظيم, دليل على أن أعظم أوصافه صلى الله عليه وسلم,

قيامه بالعبودية, التي لا يلحقه فيها أحد من الأولين والآخرين.

كما وصفه بالعبودية في مقام الإسراء،

فقال: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ }

وفي مقام الإنزال،

فقال: { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ

وفي قوله: { أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }

ونحوها من الآيات,

دليل لمذهب أهل السنة والجماعة,

أن الجنة والنار مخلوقتان خلافا للمعتزلة، وفيها أيضا, أن الموحدين وإن ارتكبوا بعض الكبائر

لا يخلدون في النار,

لأنه قال: { أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }
فلو كان [عصاة الموحدين] يخلدون فيها, لم تكن معدة للكافرين وحدهم، خلافا للخوارج

والمعتزلة.

وفيها دلالة على أن العذاب مستحق بأسبابه, وهو الكفر, وأنواع المعاصي على اختلافها

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://quran2012.yoo7.com
أم عبد الرحمن
مديرة الموقع
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 02/05/2012
تعاليق : حياتي جميلة لاني مسلمة
قال تعالى وما انزلنا عليك القران لتشقى

تفسير ايات من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ايات من سورة البقرة   تفسير ايات من سورة البقرة Icon_minitimeالإثنين مارس 11, 2013 8:43 pm

تفسير السعدي
سورة البقرة آية(26)

يقول تعالى { إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا }

أي: أيَّ مثل كان { بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا } لاشتمال الأمثال على الحكمة,

وإيضاح الحق, والله لا يستحيي من الحق،

وكأن في هذا, جوابا لمن أنكر ضرب الأمثال في الأشياء الحقيرة،

واعترض على الله في ذلك. فليس في ذلك محل اعتراض.

بل هو من تعليم الله لعباده ورحمته بهم.

فيجب أن تتلقى بالقبول والشكر.

ولهذا قال: { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ }

فيتفهمونها، ويتفكرون فيها.

فإن علموا ما اشتملت عليه على وجه التفصيل،

ازداد بذلك علمهم وإيمانهم، وإلا علموا أنها حق،

وما اشتملت عليه حق،

وإن خفي عليهم وجه الحق فيها لعلمهم بأن الله لم يضربها عبثا،

بل لحكمة بالغة، ونعمة سابغة.

{ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا }

فيعترضون ويتحيرون، فيزدادون كفرا إلى كفرهم

، كما ازداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم،

ولهذا قال: { يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا }

فهذه حال المؤمنين والكافرين عند نزول الآيات القرآنية.


قال تعالى: { وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ

آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ

وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ }
ف

لا أعظم نعمة على العباد من نزول الآيات القرآنية،

ومع هذا تكون لقوم محنة وحيرة

[وضلالة] وزيادة شر إلى شرهم،

ولقوم منحة [ورحمة] وزيادة خير إلى خيرهم،

فسبحان من فاوت بين عباده،

وانفرد بالهداية والإضلال.

ثم ذكر حكمته في إضلال من يضلهم وأن ذلك عدل منه تعالى

فقال: { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ}

أي: الخارجين عن طاعة الله; المعاندين لرسل الله; الذين صار الفسق وصفهم;

فلا يبغون به بدلا، فاقتضت حكمته تعالى إضلالهم لعدم صلاحيتهم للهدى،

كما اقتضت حكمته وفضله هداية من اتصف بالإيمان وتحلى بالأعمال الصالحة.

والفسق نوعان:
نوع مخرج من الدين،

وهو الفسق المقتضي للخروج من الإيمان; كالمذكور في هذه الآية ونحوها،

ونوع غير مخرج من الإيمان

كما في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ َ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا } [الآية].
تفسير الجزائري
هداية الآية


من هداية الآيتين ما يلي:

1- أن الحياء لا ينبغى أن يمنع من فعل المعروف وقوله والأمر به.

2- يستحسن ضرب الأمثال لتقريب المعانى الى الاذهان.

3- اذا أنزل الله خيراً من هدى وغيره ويزداد به المؤمنون هدى وخيراً، ويزداد به الكافرون

ضلالاً وشرا، وذك لاستعداد الفريقين النفسى المختلف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://quran2012.yoo7.com
أم عبد الرحمن
مديرة الموقع
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 232
تاريخ التسجيل : 02/05/2012
تعاليق : حياتي جميلة لاني مسلمة
قال تعالى وما انزلنا عليك القران لتشقى

تفسير ايات من سورة البقرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير ايات من سورة البقرة   تفسير ايات من سورة البقرة Icon_minitimeالثلاثاء مارس 12, 2013 8:37 pm

تفسير السعدي
سورة البقرة من آية ( 27-28)


ثم وصف الفاسقين


فقال: { الَّذِينَ يَنْقُضون عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ }


وهذا يعم العهد الذي بينهم وبينه والذي بينهم وبين عباده الذي أكده عليهم بالمواثيق الثقيلة

والإلزامات،

فلا يبالون بتلك المواثيق;

بل ينقضونها ويتركون أوامره ويرتكبون نواهيه;

وينقضون العهود التي بينهم وبين الخلق.

{ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ }

وهذا يدخل فيه أشياء كثيرة،

فإن الله أمرنا أن نصل ما


بيننا وبينه بالإيمان به والقيام بعبوديته،

وما بيننا وبين رسوله بالإيمان به ومحبته وتعزيره والقيام بحقوقه،

وما بيننا وبين الوالدين والأقارب والأصحاب;


وسائر الخلق بالقيام بتلك الحقوق التي أمر الله أن نصلها.

فأما المؤمنون فوصلوا ما أمر الله به أن يوصل من هذه الحقوق، وقاموا بها أتم القيام،

وأما الفاسقون، فقطعوها، ونبذوها وراء ظهورهم;

معتاضين عنها بالفسق والقطيعة;

والعمل بالمعاصي;

وهو: الإفساد في الأرض.

فـ { فَأُولَئِكَ } أي: من هذه صفته

{ هُمُ الْخَاسِرُونَ } في الدنيا والآخرة،

فحصر الخسارة فيهم;

لأن خسرانهم عام في كل أحوالهم; ليس لهم نوع من الربح؛

لأن كل عمل صالح شرطه الإيمان;

فمن لا إيمان له لا عمل له;

وهذا الخسار هو خسار الكفر،

وأما الخسار الذي قد يكون كفرا; وقد يكون معصية;

وقد يكون تفريطا في ترك مستحب، المذكور

في قوله تعالى: { إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ }

فهذا عام لكل مخلوق;

إلا من اتصف بالإيمان والعمل الصالح;

والتواصي بالحق; والتواصي بالصبر;

وحقيقة فوات الخير;

الذي [كان] العبد بصدد تحصيله وهو تحت إمكانه

هذا استفهام بمعنى التعجب والتوبيخ والإنكار،

أي: كيف يحصل منكم الكفر بالله; الذي خلقكم من العدم; وأنعم عليكم بأصناف النعم;

ثم يميتكم عند استكمال آجالكم; ويجازيكم في القبور;

ثم يحييكم بعد البعث والنشور; ثم إليه ترجعون;

فيجازيكم الجزاء الأوفى،

فإذا كنتم في تصرفه; وتدبيره; وبره; و

تحت أوامره الدينية; ومن بعد ذلك تحت دينه الجزائي; أفيليق بكم أن تكفروا به;


وهل هذا إلا جهل عظيم وسفه وحماقة ؟

بل الذي يليق بكم أن تؤمنوا به وتتقوه وتشكروه وتخافوا عذابه; وترجوا ثوابه.

تفسير الجزائري
سورة البقرة من آية(27-28)
شرح الكلمات.


{ ينقضون }: النقض الحلّ بعد الإبرام.


{ عهد الله }: ما عهد به إلى الناس من الإيمان والطاعة له ولرسوله

صلى الله عليه وسلم.

{ من بعد ميثاقه } من بعد إبراهمه وتوثيقه بالحلف أو الإِشهاد عليه.


{ يقطعون ما أمر الله به أن يوصل }: من إدامة الإِيمان والتوحيد

والطاعة وصلة الأرحام.

{ يفسدون في الأرض }: الإفساد فى الأرض يكون بالكفر وارتكاب

المعاصى.


{ الخاسرون }: الكاملون فى الخسران بحث يخسرون أنفسهم وأهليهم

يوم القيامة.


{ كيف تكفرون بالله }: الاستفهام هنا للتعجب مع التقريع والتوبيخ.

لعدم وجود مقتض للكفر.

{ وكنتم أمواتاً فأحياكم }: هذا برهان على بطلان كفرهم، إذ كيف


يكفر العبد ربه وهو الذى خلقه بعد أن لم يك شيئا.


{ ثم يميتكم ثم يحييكم }: إن إماتة الحى واحياء الميت كلاهما دال على

وجود الرب تعالى وقدرته.

{ ثم إليه ترجعون }: يريد بعد الحياة الثانية وهو البعث الآخر.

تفسير الجزائري
هداية الآية


1- التحذير من الفسق وما يستتبعه من نقض العهد، وقطع الخير، ومنع المعروف

2- إنكار الكفر بالله تعالى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://quran2012.yoo7.com
 
تفسير ايات من سورة البقرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة البقرة وفضلها
» سؤال وجواب في سورة البقرة
» موقع رائع جدا لتفسير سورة البقرة وتدبر معانيها
» تفسير سورة يس
» تفسير سورة الفاتحة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هبي يا رياح الجنة  :: يقال لصاحب القران اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها :: جروب حفظ سورة البقرة-
انتقل الى: